عادة عندما أقود سيارتي أشغل المذياع. وعادة ما أضبط مذياعي على موجة لمحطة أخبار. هناك أحيانا برامج جميلة تستحق الأستماع في وجود الكثير من المحطات سواءا مرئية أم مسموعة والتي تسوس آذاننا وما بقي من عقولنا، ببرامج ومنوعات لا تسمن ولا تغني. وحالما تدق الساعة معلنة موجز الأنباء، أحكم قبضتي على مقود السيارة وأرخي باقي الأعضاء سمعا بلا طاعة. فماذا نسمع عادة؟
كلمات وعبارات أصبحت دارجة بل وعادية جدا، بل إنها أصبحت وكأنها جزءا في قائمة طعامنا اليومي. فمن منا ما أن يعود إلى بيته ويفتح التلفاز ليغص بتلك امصطلحات المكررة؟ فها هو الملف الإيراني، وملف دارفورالسوداني، والصومالي، والملف الفلسطيني المتفرع إلى ملفات أخرى و ربما هو الأكثر جدلية مناصفة مع الملف العراقي والأفغاني وأيضا الملف الكوري الشمالي وها هو الملف اليمني أيضا يطرح نفسه بقوة، وقريبا باكستان ستحضى بملف خاص بمعزل عن الأفغاني رغم وجودها مناصفة مع الهند في ملف كشمير لزمن.
ألا تلاحظون معي أن العالم لم يعد كرويا أو بيضاويا كما قيل؟ ألا يبدوا لكم أن العالم تحول إلى خزانة كبيرة تحتوي على ملفات فقط؟ ولماذا تمتليء الخزانة بملفات هذه البقع من الأرض؟ أصبحت الدول بما تحوية من مدن وضواحي ومواطنين وموارد وغيره عبارة عن ملف. والسؤال الحائر هنا، من يا ترى المسئول عن فتح هذه الخزانة، ومن يخوّل هذا الــ....لفعل ذلك؟ وما دوافع فتح أي ملف كان؟ سؤال، أترك لك عزيزي القارئ الجواب عليه. إذا تسنّى لك ذلك.
أحيانا يتم فتح أكثر من ملف في آن واحد. وكل ملف له خصائص وأهمية بل وأولوية ومساحة معينة في ساحة الأخبار. بل إن ألفاظا معينة باتت تفرض على مسامعنا والغريب أن معظم القنوات الإعلامية بجميع أضلعها المرئي منها والمسموع والمقرؤ أصبحت تتفق على ذات الألفاظ وكأنها تتبع منهجا موحدا. مثال على ذلك: فصائل، متمردين، نزع السلاح، تنظيم، إرهاب، قواعد عسكرية، ...... وغيرها الكثير.
يقول أحد المنظّرين إن أحد الطرق الفعالة في تهيئة أو غسل الدماغ إن صح التعبير تكمن في تكرار ألفاظ معينة مرارا. تحوي هذه الألفاظ رسائل مشفرة لا يعيها المرء من الوهلة الأولى. فيقوم المخ الآدمي باستقبال واستيعاب هذه الألفاظ وتخزينها بما تحمل من شفرات. إلى ماذا نرمي بهذا؟
تصبح هذه الكلمات بعد فترة مألوفة لدى الدماغ (أي المرء)، فلا يستنكرها كما كان يفعل، ولا يعيرها ذلك الإهتمام لانها تأرشفت، تماما كما يحدث في جهاز حاسوبك الشخصي (History أوCache). ما يحدث ليس مصادفة، كما أن داروين عندما قلل من القدرة الإلهية وبكل بساطة قال بأن الأجرام السماوية بما فيها الأرض والمجموعة الشمسية تكونت بفعل عوامل طبيعية بحتة. وبوضعه لنظرية الإنفجار الهائل (The Big Bang) أصبح في نظر البشرية منظّرا هائل في حين أن البعض لديه أدلة دامغة على أنه لم يكن سوى ملحدا هائل، قد سوّق لتغييب البشرية ولتنحرف عن الأيمان بوجود إله واحد عظيم وراء هذا الخلق العظيم. والغريب أنه يتم تدريسنا هذه النظرية في أحد مواد العلوم رغم تنافيها مع مبدأ إسلامي وهو أن الله خالق كل شي.
ربما يتهمني بعض القراء بالهلوسة، فليكن. ولكن ما نراه بالفعل أن هناك أجنده ضخمة تحوي الكثير. فيا ترى من وضعها؟ ومن يقودها؟ ومن يديرها؟ ومن يؤدي مهامها؟ وما هي أهدافها؟ وإلى أين وصلت الآن؟ وكيف؟ إن أحد أدوات هذه الخطة البعيدة المدى هو الإعلام، ولا عجب إذن أن البعض يعتبر الإعلام (عامة والمرئي خاصة) أداة للسيطرة على الدماغ (Mind Control).سأشرع في التطرق لها في مقالات منفصلة إن شاء الله بعد الإنتهاء من مرحلة البحث التي بدأتها منذ فترة.
يحضرني في هذا المقام حديث شريف حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” (صدق رسول الله). فلو تمسك شعوب العالم العربي والإسلامي بمكارم الأخلاق أولا (ناهيك عن العبادات العقائدية) لأصبحنا نحن من يسيطر على الأدمغة كما كنا.
ودمتم سالمين.
يحضرني في هذا المقام حديث شريف حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” (صدق رسول الله). فلو تمسك شعوب العالم العربي والإسلامي بمكارم الأخلاق أولا (ناهيك عن العبادات العقائدية) لأصبحنا نحن من يسيطر على الأدمغة كما كنا.
ودمتم سالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق